ذا روك يضاعف الرهان على الخطأ ويدعم الشر حتى النهاية

ذا روك يضاعف الرهان على الخطأ ويدعم الشر حتى النهاية

في وقتٍ كان فيه كودي رودس يتقدّم بثبات نحو قمة WWE لإتمام “قصته” واستعادة لقب العالم من رومان رينز بعد سقوطه في العام السابق، ظهر دواين “ذا روك” جونسون ليقلب المشهد رأسًا على عقب. فبعد انضمامه إلى مجلس إدارة TKO، قرر إدخال نفسه مباشرةً في مسار الحدث الرئيسي لـريسلمانيا 40، بل وسحب مقعد رودس الذي ناله بجدارة عقب فوزه بالرويال رامبل—إلى أن فرضت انتفاضة الجماهير تعديل الخطة.

هذا الاصطدام بين زخم رودس ورمزية ذا روك أفرز نسخة متطرفة من شخصية “Hollywood Rock” سُمّيت هذه المرة “The Final Boss”: تهكمٌ لاذع، ثقة استعراضية، ورسائل مباشرة للجماهير التي وصفها بـ“Cody Crybabies”. غير أن موجة الرفض اتسعت سريعًا تحت وسم #WeWantCody، لتدفع الإدارة في النهاية إلى إعادة رودس إلى قلب الحدث: ليلة أولى من ريسلمانيا بمباراة فرق تجمعه مع سيث رولنز ضد ذا روك ورينز، وليلة ثانية يخوض فيها رودس إعادة الحلم أمام “الزعيم القبلي”.

رغم التحوّل الجماهيري الحاد ضد ذا روك—النجم الذي كان يومًا “محبوبًا لا يُمسّ”—فإن النتيجة النهائية دشّنت واحدة من أكثر الخواتيم إرضاءً لجمهور العصر الحديث: رودس أخيرًا بطلاً للعالم في مشهدٍ حافل بظهوراتٍ تاريخية من جون سينا وذا أوسوز ورولنز وأندرتيكر. الأهم أنّ WWE حولت أزمة السرد الأولية إلى قوسٍ دراميٍ ناجح: خصمٌ فائق الهيبة يتعمد مضاعفة “الخطأ” والتشدد في التحوّل الشرير، مقابل بطلٍ جماهيري يرفض الانكسار حتى يقطف لحظة تتويجه.

استراتيجياً، قدّم ذا روك درسًا في التزام الشخصية: بدل التراجع أمام العاصفة، ضاعف حدود الكِبر والاستفزاز، فزاد حرارة العداء ورفع أسهم رودس سرديًا وجماهيريًا. وبالنسبة لـWWE، جاءت الحصيلة مزيجًا متوازنًا بين الاستفادة من قوة اسمٍ أسطوري، والحفاظ على وعدٍ قُطِع لجمهورٍ تبنّى سردية رودس منذ البداية.

خلاصة المشهد: رهان ذا روك على الـHeel Turn كان مجازفة محسوبة؛ فقد خسر التعاطف، لكنه كسب خصومةً كبرى أعادت تعريف مكانته كشخصيةٍ جبارة قادرة على تشكيل العناوين—وفي المقابل، حصلت الجماهير على ما أرادت: قمة تاريخية وولادة حقبة بطلٍ طال انتظاره. بهذه الصيغة، أثبتت WWE أن “مضاعفة الخطأ” قد تتحول—إذا أُحسن توظيفها—إلى الصواب الأبرز على المدى الطويل.