٢١ ثانية صنعت جدلا تاريخيا للأسطورة هالك هوجان

يُعد هالك هوجان واحدًا من أعظم نجوم المصارعة الحرة في تاريخ اللعبة، واسمه ارتبط بعصر ذهبي لا يُنسى شهد صعود اتحاد المصارعة إلى القمة العالمية خلال الثمانينيات. بشخصيته الأسطورية وحضوره الطاغي، كان هوجان حاضرًا دائمًا في اللحظات الكبرى، بداية من أول مهرجان للأحلام، مرورًا بالمواجهات التاريخية، وصولًا إلى كونه رمزًا لجيل كامل من الجماهير.

مع دخول التسعينيات، بدأت ملامح المصارعة تتغير، وبدأ الاتحاد يتجه إلى إبراز نجوم أكثر رشاقة وحيوية، خاصة في ظل الضغوط القانونية التي واجهت الشركة آنذاك. خلال تلك الفترة، ابتعد هوجان عن الحلبة لفترة، محاولًا خوض تجارب فنية خارج عالم المصارعة، لكنها لم تحقق النجاح المنتظر. ومع اقتراب مهرجان الأحلام التاسع، رأت الإدارة في عودته فرصة لإعادة بريق الماضي واستعادة الزخم الجماهيري.

شارك هوجان في ذلك العرض ضمن مواجهة على بطولة الفرق، لكنه خسر مع شريكه بسبب الاستبعاد. ورغم ذلك، لم تكن هذه هي اللحظة الأخيرة له في الأمسية، بل جاءت المفاجأة في الحدث الرئيسي الذي جمع بريت هارت ويوكوزونا على بطولة الاتحاد. بعد تدخل خارجي غير مشروع أدى إلى خسارة هارت للقب، اقتحم هوجان المشهد معترضًا على النهاية، لتُعرض عليه مواجهة فورية ضد البطل الجديد.

في مشهد لم يستغرق سوى ثوانٍ معدودة، تمكن هوجان من إسقاط يوكوزونا وانتزاع اللقب في نزال خاطف استمر أقل من نصف دقيقة. ورغم التفاعل الجماهيري الكبير داخل الساحة، إلا أن هذا الفوز اعتُبر لاحقًا واحدًا من أكثر القرارات إثارة للجدل في تاريخ البطولة. فقد شعر كثير من المتابعين أن اللقب انتُزع من نجوم المستقبل لصالح الماضي، في وقت كانت فيه الجماهير تبحث عن وجوه جديدة تقود المرحلة القادمة.

ذلك التتويج السريع لم يُثمر عن تحسن حقيقي في شعبية العروض أو مبيعاتها، بل على العكس، استمر التراجع، ولم يدم حمل هوجان للقب طويلًا، إذ فقده بعد أشهر قليلة وغادر الاتحاد مجددًا. ومع مرور السنوات، أصبح هذا الفوز مثالًا واضحًا على القرارات القصيرة المدى التي قد تصنع لحظة صاخبة، لكنها تترك أثرًا سلبيًا طويل الأمد.

يبقى مهرجان الأحلام التاسع شاهدًا على واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل، حيث التقى الحنين بالمخاطرة، وانتهت القصة بتتويج تاريخي في ثوانٍ، لكنه لم ينجح في إنقاذ عصر كان قد أوشك على الأفول.

شاهد ايضا: